ذهاب ولي العهد
... تفوق شبابي ... وتراجع هلالي..
غاب التائب والشلهوب .. وظهر عطيف أخوان وكماتشو
تحليل: عادل التويجري – صحيفة الاقتصادية
الهلال
حراسة المرمى
محمد الدعيع
دفاع
مسفر القحطاني ( سعد ذياب )
تفاريس
ماجد المرشدي
عبدالعزيز الخثران
وسط
محمد الشلهوب
طارق التائب
عبداللطيف الغنام ( خالد عزيز )
عمر الغامدي
عبدالعزيز الكلثم ( فهد المبارك )
هجوم
ياسر القحطاني
الشباب
حراسة المرمى
وليد عبدالله
دفاع
زيد المولد
فيصل العبيلي
نايف القاضي
حسن معاذ
وسط
يوسف الموينع
عبده عطيف
أحمد عطيف
كماتشو ( بدر الحقباني )
هجوم
مارتينيز ( فيصل السلطان )
ناصر الشمراني ( ناجي مجرشي )
توطئة
جاء لقاء الهلال والشباب في ذهاب دوري الأربعة لبطولة كأس ولي العهد تكتيكياً صرفاً ، وشهد تركيزاً منقطع النظير في خطوط الفريقين بشكل عام. التشكيل الهلالي كان تشكيلاً واقعياً ومنطقياً وينبئ أن المدرب قد قرأ نقاط تفوق الخصم ، رغم عدم تطبيق اللاعبين لقراءته المبدئية . أما الشباب ، فكان هكتور معتمداً على سلاحي السرعة ، وغلق المساحات أمام مفاتيح اللعب الهلالي. وقد نجح كثيراً في عزل وسط الهلال عن هجومه ، غياب الكرات لياسر القحطاني ، الذي أضطر غير مرة العودة لوسط الملعب لتجهيز الكرات بنفسه، ولفك الاختناق الهلالي – الشبابي.
التطبيق الهلالي في داخل الملعب لم يكن بالطريقة التي أرادها كوزمين أولاريو ، باستثناء بعض الخطوط . فخط الدفاع مثلاً كان إلى حد كبير متماسكاً ، وميزه التركيز ، رغم سرعة لاعبي الشباب ، وتبادلهم المراكز بشكل مستمر. برز المرشدي في أكثر من كرة ، بينما كان خط الوسط الهلالي غاب تماماً عن أداء دوره الهجومي ، وعابه البطء الشديد ، ولم يستطع مجاراة السرعة الشبابية الرهيبة في داخل الميدان.
التشكيلة الهلالية كانت منطقية إلى حد ما ، اعتمد فيها كوزمين على الواقعية. ما عاب التشكيلة هو إشراك الشلهوب منذ بداية المباراة رغم هبوط مستواه الحاد ، ومشاركة الكلثم ، الذي أكثر من الاستعراض والاحتفاظ بالكرة أكثر من اللازم ، مما أدى إلى الاستغناء عنه بشكل مبكر ، وعدم الاستفادة من ليلو ، الذي وضح تأثيره الكبير مساء أمس ، سواءً في خلق المساحات لياسر والتائب ، أو التحرك الجانبي المزعج ، وبالتالي إجبار الأظهره على عدم التقدم. ليلو كان من وجهة نظري هو العلامة الفارقة مساء أمس ، وبغيابه ، غابت المساحة ، والسرعة ، وبالتالي تسلم الشبابيون زمام الأمور ، بدأ من ضعف الهجوم الهلالي ، وقطع الإمداد عنه تماماً.
لا يمكن لأي فريق يلعب أمام الشباب أن يجاريه بطريقته ، وإلا كانت الغلبة لشباب الشباب. وهذا ما حدث للاتحاد هنا في الرياض ، عندما أراد مجاراة الشباب في السرعة ، فكانت النتيجة خسارة بالثلاثة. الفارق البدني والتكنيكي للاعبي الهلال لم يكن كما هو لدى الفريق الشبابي. ما عاب الهلال غياب هوية الفريق في الملعب. فلا هو دافع وأحسن في الهجمات المرتدة ، ولا هو الذي هاجم وضغط على الفريق الشبابي. مرد ذلك إلى عنصري السرعة وخلق المساحة. السرعة كانت لدى الشبابيين ، أما المساحة ، فلم يستطع لا التايب ولا الشلهوب خلقها في منتصف الملعب ، فضلاً عن الثلث الأخير من ملعب الشباب.
التشكيلة الشبابية كانت مثالية ، الاعتماد فيها كان على عناصر ثلاثة : السرعة ، تبديل المراكز ، الانسجام التام بين خطوط الفريق. حركة لاعبي الشباب لم تكن اجتهادية كما لاحظنا في الهلال في بعض لحظات المباراة. التركيز التام كان هو شعار خط الدفاع ، بدليل قلة الأخطاء المرتكبة في الأماكن الخطرة ، عكس الهلال ، الذي ارتكب مدافعوه وخط وسطه العديد من الأخطاء التي كادت أن تكلف الفريق كثيراً لو أحسن لاعبي الشباب التعامل معها بالشكل الصحيح.
الشوط الأول
الشوط الأول كان شبابياً صرفاً باستثناء تحركات خجولة من طرف الهجوم الهلالي المعزول تماماً عن باقي خطوط الفريق . حاول الهلال الوصول سريعاً في بداية الشوط من خلال كرتين للكلثم ، والتائب ، لكنها لم تفلح. ليدخل بعدها الشباب جو المباراة . شكل كماتشو وزيد المولد جبهة خطيرة من الجهة اليسرى ، قامت بدور مزدوج : الهجوم أولاً ، ثم عدم السماح للخثران بالتقدم وبالتالي مساندة الهجمة. الدقيقة ( 9 ) كادت أن تشهد هدف شبابي ، بعد إخفاق الدعيع في التقاط الكرة الساقطة ، سددها الشمراني تجاه المرمى ، لولا تدخل تفاريس في الوقت المناسب. تلا ذلك أول تحرك حقيقي لياسر القحطاني ، الذي تخطى المولد والعبيلي ، ومررها للشلهوب ، لتصل للكلثم الذي سددها على المرمى مباشرة ، أنفقذها ببراعة وليد عبدالله ، كأخطر فرصة حقيقة للهلال في الشوط الأول بكامله. كوزمين يتفطن لغياب الكلثم عن جو المباراة ، فبادر بإخراجه وإدخال المبارك فهد ، الذي لم يغير كثيراً . كان واضحاً من هذا التغيير أن كوزمين لا يريد المبالغة في الهجوم ، لكنه يريد أيضاً إبقاء عنصر السرعة المتمثل في فهد المبارك.
لاعبو الشباب لم يتحركوا كثيراً أكثر من الكرة ، بل كانت الكرة هي التي تتحرك في مساحات خالية في وسط وأطراف الميدان الهلالي. الكرات المشتركة في وسط الملعب كانت جلها لصالح الفريق الشبابي ، نظراً لسرعة ومهارة عطيف أخوان ، مقابل بطء عمر الغامدي والغنام في الشق الهجومي. لاعبوا الهلال كانوا تائهين تماماً. الشلهوب والتائب كانا غائبين عن مستوييهما ، مقابل تفوق واضح لكماتشو وعطيف أخوان. يوسف الموينع كان له دور كبير في تعطيل جل الكرات الهلالية ، وكان له دور خفي. الدفاع الشبابي لم يعاني كثيراً ، ولم يختبر. عكس الدفاع الهلالي ، الذي تحمل تبعات التراجع الهلالي الغريب. استمرت دقائق المباراة بهجمات شبابية ، كانت خطرة ، لكنها افتقرت للتركيز ، مما أدى إلى ضياعها . وعاب الهلاليون كثرة الأخطاء على مشارف منطقة الجزاء. أبرز خطوط الهلال في هذا الشوط كان خط الدفاع بشكل عام ، بينما تفوق خط الوسط الشبابي .
الشوط الثاني
أحس الهلاليون بغيابهم التام خلال الشوط الأول ، وبدءوا هذا الشوط بكرة خطيرة ، أبتدئها ياسر ، ثم المبارك الذي مررها للشلهوب المندفع ، سددها قوية تجاه المرمى الشبابي ، لكن وليد عبدالله كان في الموعد. رد الشباب كان سريعاً من خلال تسديده لزيد المولد أعتلت العارضة قليلاً . استمر اللعب سجالاً مع استمرار تفوق الشباب ، بسبب سيطرة وسطه على منطقة المناورة ، وغياب التائب والشلهوب عن أداء الأدوار المناطة بهما. الدقيقة ( 54 ) تشهد ثاني دخول خالد عزيز مكان الغنام ، في تغيير لم يتعدى كونه (اسمي ) ، رغم التحرك الطفيف الذي صاحب وسط الهلال . فالأدوار التي يقوم بها عزيز هي ذات الأدوار التي يقوم بها الغنام ، بغض النظر عن تطبيق اللاعبين للمهام . تحرك عزيز ، وحاول استخلاص الكرات ، لكنه لم يصنع الفارق الفني ، لأن العلة لم تكن أساساً في الغنام. الدقيقة ( 57 ) تشهد أخطر فرص المباراة. تحرك (يتيم) لطارق التائب على الجهة اليمنى، وتمريرة خطيرة للشلهوب المتمركز ، لعبها بذكاء في المرمى لكنها ترتد من العارضة. الدقيقة ( 63 ) تشهد بداية تخبط مدرب الشباب ، حيث أخرج الشمراني ناصر ، وزج بناجي مجرشي. ناجي شكل خطورة بالغة ، لكن الشمراني كان يؤدي أدوراً كبيرة ، بعكس مارتينيز الذي لم يقدم ما يشفع له بالبقاء. هذا التغيير أغضب ناصر الشمراني كثيراً. بعد ذلك دخل سعد الذياب مكان مسفر القحطاني ، في تغيير تكتيكي صرف ، وضح من خلاله عزم أولاريو على التقدم ، حيث أوعز لعمر الغامدي بالتحول للظهير الأيمن ، والخثران للوسط الإيسر لفك الاختناق عن الشلهوب، والضغط على حسن معاذ . ساهم هذا التغيير بتحرك الهلال بشكل أفضل. وشهدت العشرين دقيقة الأخيرة تحرك هلالي تدريجي ، لكنه لم يكن منظم .
في الدقيقة (72) يتفطن هكتور أن العلة كانت في مارتينيز ، فبادر لسحبه ، ونزول فيصل السلطان ، الذي تميز بالسرعة ، وشكل مع ناجي مجرشي قوة ضاربة في الهجوم الشبابي. الهجوم الهلالي كان يعاني ، بسبب العزلة التامة التي كان يعيشها ياسر في الثلث الأخير من الملعب الشبابي. حاول ياسر العودة مراراً لمنتصف الملعب، لكنه لم يستطع القيام بأدوار مزدوجة. حاول كثيراً الإشارة لزملاءة بضرورة التقدم ، لكن الفريق كان منكمشاً في الدفاع ، بسبب الفوارق البدنية ، وسرعة الهجوم الشبابي ، سواءً في تحضير الكرات ، أو الإنتشار الجيد. الدقائق العشر الأخيرة شهدت توازن في الملعب إلى حد ما. الدقيقة (79) تشهد توغل لناجي مجرشي في عمق الدفاع الهلالي ، لكن تدخل تفاريس في الوقت المناسب. استمر اللعب سجال ، مع أفضلية نسبية للهلال. وفي الوقت بدل الضائع ، يتعملق وليد عبدالله وينقذ فريقه من كرة خطرة من الشلهوب ، أبعدها من المرمى الخالي ، ثم تسديدة خطيرة لفيصل السلطان ، ليطلق بعدها السويسري ماسيمو بوساكا صافرته معلناً نهاية نزال الذهاب بدون أهداف.
نوافذ
• التائب ، الشلهوب ، ياسر القحطاني ، أسماء غابت تماماً عن المباراة .
• غاب ليلو ، فغابت المساحات الهلالية ، وتقدم حسن معاذ وزيد المولد كما يريدان.
• ما يميز ليلو ، سرعته الرهيبة ، قوة التحامه مع الخصم ، خلقه مساحات ، وما يعيبه الاستعجال ، وعدم التركيز.
• وضح تأثير غياب الزوري.
• الغامدي والغنام أديا أدوراً جيدة دفاعياً ، لكنهما غابا هجومياً .
• على غير العادة ، لم نشاهد تسديدات الغامدي أمام الشباب ، بسبب بعده عن المناطق الخطرة.
• استبدل الشباب خط هجومه بالكامل ، وكانوا جميعاً خطرين ، باستثناء مارتينيز.
• وليد عبدالله (أسد ) مرمى سعودي قادم.
• من أراد الفوز على الشباب ، فعليه السيطرة على منطقة المناورة.
• ضربة موجعة تلقاها الهلال بغياب التائب وياسر عن لقاء يوم السبت القادم.
• سيخسر الشباب إن صدق لاعبوه أن الهلال انتهى بغياب ياسر والتائب !
• كوزمين أولاريو ، عقلية تدريبية محترفة ، لكن الأسماء الهلالية تخذله !
• على الكلثم الانتباه لعيوبه إن هو أراد صنع اسمه في الخارطة الهلالية ، أما فهد المبارك فمستواه عادي جداً.
• رغم الفرصتين الخطرتين ، ما زال الشلهوب غائباً تماماً عن مستواه المعهود !
• ما زال التائب يغيب في لقاءات الحسم الهلالية ! غريبة !